فوائد اليوغاMar,Mon,2024

عندما نتحدث عن اللياقة البدنية وتحسين الصحة يتبادر عادةً إلى أذهاننا الصالة الرياضية المكتظة بالأجهزة الرياضية الحديثة والتمارين المرهقة، ومع أن هذه التمارين لها دورها المهم في بناء القوة البدنية، إلا أن هناك منهجاً آخراً يدمج ما بين الحركة والتأمل والتوازن في آنٍ واحدٍ، وهو اليوغا.

تعرف اليوغا على أنها فنٌ قديمٌ يتجاوز الصالات الرياضية المزدحمة ليقدم شيئاً أكثر من اللياقة البدنية العادية، فهي ليست مجرد تمارين بدنية منفصلة، بل هي عبارة عن نظام شامل يجمع بين الحركة والتنفس والتركيز الذهني، ليحقق العديد من الفوائد على الصعيدين البدني والعقلي.

ولكن ما هي هذه الفوائد؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا.

إذ سنوضح في هذا المقال أهم فوائد اليوغا، والطرق المختلفة التي يمكن من خلالها دمج اليوغا في روتين التمارين البدنية، كما سنكشف عن التنوع الكبير في تمارين اليوغا بدءاً من التمارين الهادئة والمريحة حتى التحديات البدنية الأكثر تطلباً.

أهم فوائد اليوغا

تتمتع اليوغا بالعديد من الفوائد الصحية التي تجعل منها رياضةً شعبيةً ومرغوبةً لدى الملايين من الناس حول العالم.

وفيما يلي سنذكر بعضاً من أهم فوائد اليوغا:

التخفيف من القلق والتوتر

تعتبر اليوغا علاجاً مثالياً للتخلص من ضغوطات الحياة اليومية، إذ تساعد ممارسة تمارين التنفس العميق والتأمل المنتظم على تهدئة العقل والجهاز العصبي والتخفيف من التوتر والقلق المرافقين.

تحسين المزاج ومكافحة الاكتئاب

يعد تحسين المزاج ومكافحة الاكتئاب من فوائد اليوغا الرئيسية، ولا سيما مع تزايد حالات الاكتئاب المسجلة.

إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن ممارسة اليوغا بانتظام تحفز إفراز النواقل العصبية المسؤولة عن تحسين المزاج والشعور بالسعادة، مثل حمض غاما أمينوبوتيريك(GABA)، ما يساهم في التخلص من السلبية وتعزيز النشاط العقلي والإنتاجية.

تعزيز التركيز والانتباه

تعمل تمارين اليوغا على تعزيز القدرة على التركيز والانتباه، وذلك من خلال تعليم التركيز على تنفيذ الحركات بدقة وتنظيم التنفس، والذي سينعكس بدوره على الحياة اليومية للتعامل مع التحديات بتركيز أكبر وزيادة الإنتاجية.

إنقاص الوزن

يستبعد الكثير من الأشخاص ممارسة رياضة اليوغا من أجل إنقاص الوزن، إذ يعتقدون أن فوائد اليوغا تقتصر فقط على الوعي الروحي والصفاء الذهني واكتساب السلام الداخلي.

 إلا أن رياضة اليوغا قد أثبتت في الواقع قدرتها على إنقاص الوزن وإزالة الدهون من الجسم على أن تتم ممارستها من ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع مع الالتزام بنظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الضرورية.

زيادة المرونة والليونة

تساعد ممارسة تمارين اليوغا مثل التمدد والاستطالة على زيادة المرونة والليونة في الجسم، وذلك لأنها تمنح العضلات والأنسجة الضامة الفرصة للتمدد، ما يعطي نطاق حركة أكبر في المفاصل للقيام بالحركات اليومية بسهولة، والتقليل من الإصابات والمشاكل في الظهر والعنق.

تقوية العضلات

يظن البعض أن تقوية العضلات يقتصر فقط على الصالات الرياضية و تمارين القوة، إلا أن استخدام وزن الجسم في اليوغا يعتبر شكل من أشكال تدريب المقاومة، والذي يعتبر طريقة رائعة

لتقوية العضلات في جميع أنحاء الجسم، ما يحسن من القوة العامة ويعزز من القدرة على القيام بالمهام اليومية الاعتيادية ويحسن من الأداء الرياضي لدى الرياضيين.

تحسين القدرة على التنفس

يعد التنفس جزءاً مهماً من ممارسة أي نوع من أنواع اليوغا، ومن أكثر تقنيات التنفس استخداماً هو التنفس العميق المركز، الذي يساعد في زيادة القدرة التنفسية لدى الفرد، وبالتالي زيادة مستوى الأوكسجين الواصل إلى الجسم للتحسين من وظائف الأعضاء المختلفة.

تخفيف الآلام المزمنة

تساعد تقنيات الاسترخاء التي يتم القيام بها أثناء ممارسة اليوغا في التخفيف من الآلام المزمنة، مثل:

  • ألم الصداع النصفي والشقيقة.
  • آلام أسفل الظهر والعنق.
  • الألم الناتج عن متلازمة نفق الرسغ.
  • الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل.

تنشيط الدورة الدموية

يعتبر تنشيط الدورة الدموية واحداً من أهم فوائد اليوغا، وذلك لأنه يخلق بيئة دفاعية قوية بالجسم تجعله قادراً على مقاومة الأمراض والالتهابات بشتى أنواعها، كما تمنحه فرصةً للاستفادة بشكل أفضل من التغذية الفموية من خلال تحسينها لعملية الهضم وامتصاص الأغذية من الأمعاء.

خفض ضغط الدم

يمكن لممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء في اليوغا أن يساعد كما ذكرنا سابقاً في تهدئة الجهاز العصبي والتقليل من التوتر والضغط النفسي، والذي يؤدي بدوره إلى خفض ضغط الدم والتقليل من خطر الأمراض القلبية والسكتات الدماغية.

تحسين جودة النوم

وجدت الأبحاث التي أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد أن ممارسة تقنيات اليوغا المستمرة تحسن من مدة وجودة النوم.

 كما كشفت دراسة أخرى أجريت عام 2015 أن الأشخاص الذين يمارسون اليوغا بانتظام يحصلون على النوم لمدة 7-8 ساعات في الليل، ما يساعد الجسم على الراحة وتجديد الطاقة وتعزيز الصحة العامة.

تحسين التوازن الهرموني

تساهم تمارين اليوغا في خلق توازن هرموني في الجسم، ولا سيما عند النساء، ما يؤدي إلى تحسين الصحة الجنسية والتوتر الهرموني والتخفيف من الأعراض المرتبطة بمتلازمة ما قبل الحيض وانقطاع الطمث.

زيادة الوعي الروحي

تعزز تمارين اليوغا مثل التأمل والتركيز من التواصل بين العقل والجسم وتحقيق الانسجام بينهما، ما يؤدي إلى تعزيز الوعي بالذات والعالم المحيط وتحقيق إشباع روحي أعمق لبناء السلام الداخلي.

صقل السلوك والأخلاقيات

تعلم رياضة اليوغا ولا سيما الكارما يوغا مجموعة واسعة من المبادئ الأخلاقية القائمة على التعاطف والاحترام مع الآخر، وذلك من خلال التركيز على القيم الروحية، مثل الصداقة والعفو وعدم العنف، والذي سينعكس على العلاقات الإنسانية أجمع.

تنظيم استجابة الجهاز العصبي

يتألف الجهاز العصبي لدى الإنسان من جزأين هما الجهاز العصبي الإرادي والجهاز العصبي اللاإرادي.

يتميز الجهاز العصبي اللاإرادي بأنه النظام الذي يتحكم في جميع الوظائف الحياتية والصحة الجيدة، وقد اكتشف الباحثون والأطباء أن تقنيات اليوغا تلعب دوراً هاماً في تنظيم استجابة هذا النظام العصبي واستقراره.

فوائد اليوغا للحامل

تعود ممارسة رياضة اليوغا بالكثير من الفوائد على صحة الحامل، نذكر منها:

  • تخفيض نسبة التوتر.
  • تعزيز الشعور بالنشاط.
  • زيادة قوة عضلات البطن والظهر والحوض.
  • الحفاظ على شكل الجسم.
  • تحسين الدورة الدموية بين الأم وجنينها.
  • زيادة الروابط الروحية بين الأم وجنينها.
  • تخفيف آلام الولادة.

 

أنواع اليوغا

تتميز اليوغا بوجود العديد من الأنواع المختلفة منها، بحيث كل نوع من أنواعها يتميز بخصائصه الفريدة وتركيزه الخاص بما يتناسب مع احتياجات الممارسين ومستواهم، وفوائد اليوغا التي يريدون الحصول عليها.

فيما يلي بعض الأنواع الشائعة لليوغا:

هاثا يوغا (Hatha Yoga)

يعتبر هذا النوع الأكثر شهرةً وانتشاراً حول العالم. إذ يركز على خلق التوازن بين الجوانب البدنية والعقلية ويسمح للطاقة الداخلية بالتدفق، ما يساهم في تحقيق الاستقرار وتنشيط الجسم وتهدئة العقل، إلا أن تنفيذه يتطلب التوازن بين القوة والمرونة.

إينغار يوغا (Iyengar Yoga)

 يركز هذا النوع من اليوغا على الدقة والتفصيل في تنفيذ وضعيات اليوغا، كما يستخدم أدوات التحريك مثل الحصيرة والألواح والأحزمة لتحسين ممارسة الوضعيات، وذلك لتحسين المرونة والتوازن وتقوية العضلات وتحسين الوضعية.

أشتانغا يوغا (Ashtanga Yoga)

يطلق عليها أيضاً اسم يوغا القوة، وذلك لأنها من الأنواع المكثفة والديناميكية التي تساهم في تنقية الجسم وتقوية اللياقة البدنية وتهدئة العقل، وذلك كله من خلال سلسلة من الوضعيات التي تتم بشكل متسلسل مع التنفس الموجه.

كارما يوغا (Karma Yoga)

يتمحور التركيز في هذا النوع من اليوغا على العمل الإيجابي، وذلك انطلاقاً من الإيمان بأن الأفعال والأفكار التي يتم القيام بها تؤثر على حياة الفرد ومحيطه بشكلٍ كبيرٍ، إذ أن الأفعال الإيجابية تجلب السعادة والسلام الداخلي، بينما الأفعال السلبية تؤدي إلى الاضطراب والتوتر النفسي.

ومن خلال فهم الكارما يوغا وقوانينها يمكن للفرد توجيه أفعاله وأفكاره بطريقة إيجابية مبنية على الوعي من خلال سلسلة من الوضعيات وتقنيات التنفس، ما يسمح له بالحصول على فوائد الكارما الروحية وتحقيق السلام الداخلي، وتحسين ارتباطه مع العالم الخارجي.

بيكرام يوغا (Bikram Yoga)

 يتميز هذا النوع بممارسة الوضعيات بشكل مكثف في غرفة مُسخنة ومضاءة بشكل جيد، إذ يتم تنفيذ 26 وضعية للجسم بالإضافة إلى تمرينين للتنفس في درجة حرارة 40 درجة مئوية ورطوبة 40% لمدة تسعون دقيقة، وذلك للحصول على مرونة أعلى من خلال تمديد أنسجة الجسم والتخلص من السموم.

 إلا أن هذا النوع من اليوغا غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، ولذلك لا بد لهم من استشارة الطبيب قبل القيام بهذا النوع.

سيفاناندا يوغا (Sivananda Yoga)

يركز هذا النوع على المبادئ الخمسة الأساسية لليوغا وهي: التنفس الصحي، الوضعيات الصحيحة، الاسترخاء الصحي، التغذية الصحية والتأمل الإيجابي، وذلك بهدف الحصول على فوائد اليوغا الثلاثة العقلية والجسدية والروحية معاً.

يين يوغا (Yin Yoga)

يعتمد هذا النوع من اليوغا على الاسترخاء العميق وممارسة التأمل من خلال أخذ وضعيات لفترات طويلة دون بذل أي مجهود أو قوة، فهي يوغا تؤثر على الأنسجة الضامة في الجسم بهدف تحسين المرونة والانسجام الداخلي وتهدئة الجهاز العصبي.

كما تعتبر اليين يوغا نوعاً تكميلياً لأنواع اليوغا الأخرى التي تركز على تشكيل العضلات مثل اليانغ يوغا.

باور يوغا (Power Yoga)

هي نوع من اليوغا الديناميكية المبنية على التحركات السريعة والتمارين القوية، وذلك بهدف بناء القوة العضلية والمرونة وتعزيز اللياقة البدنية العامة.

تتضمن باور يوغا تدريباً شاملاً يستهدف الجسم بأكمله، ما يشكل تحدياً بدنياً يتطلب الكثير من القوة واللياقة، وبالتالي لا ينصح بممارستها للأشخاص الذين ليس لديهم خبرة سابقة في اليوغا أو اللياقة البدنية.

فينياسا يوغا (Vinyasa Yoga)

يجمع هذا النوع من اليوغا بين تنسيق التنفس والحركة، إذ يتميز بتدفق مستمر من الحركات التي تنسجم مع التنفس بهدف التحسين من القوة والمرونة والتركيز.

تتطلب ممارستها تدريباً على التنفس من الأنف والتنفس العميق في أجواء من الموسيقى الهادئة مع إغلاق العينين في غرفة مظلمة أو منارة بأضواء الشموع، ما يسمح بتهدئة العقل وتحقيق السلام الداخلي.

يوغا قبل الولادة (Prenatal Yoga)

صمم هذا النوع من اليوغا خصيصاً للنساء الحوامل، وذلك بهدف تعزيز اللياقة البدنية والصحة العامة لديهن، والتخفيف من آلام المخاض والولادة.

ونظراً لكون هذا النوع موجه للنساء الحوامل فهو لا يحتوي على أي وضعيات أو حركات جسدية شاقة ومرهقة للأم، كما أنه يستبعد الوضعيات غير الآمنة للجنين، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الأفضل استشارة الطبيب قبل البدء بأداء هذا النمط من اليوغا.

وضعيات اليوغا للمبتدئين

هناك العديد من الوضعيات الأساسية والشهيرة في اليوغا تعرف باسم "أسانا"، والتي تعتبر جزءاً أساسياً من ممارسة اليوغا، إلا أنه ليس من الضروري إتقان جميعها، إذ يمكن الاختيار بينها بما يتناسب مع مستوى الفرد واحتياجاته.

فيما يلي بعض الوضعيات الشهيرة لليوغا:

  1. وضعية الجبل (Tadasana): يتم الوقوف فيها بشكل مستقيم ومتوازن بحيث يكون الجسم مستقيماً من الرأس إلى القدمين، وذلك بهدف تحسين وضبط وضعية الجسم وتوازنه.
  2. وضعية الشجرة (Vrikshasana): يتم فيها وضع إحدى القدمين على الفخذ الداخلي للساق الأخرى واليدين في وضعية التمركز، من أجل تعزيز التوازن وتركيز العقل.
  3. وضعية الطفل (Balasana): تتضمن الجلوس على الأرض والانحناء إلى الأمام بحيث تلامس الجبهة الأرض، وذلك بهدف القيام بتمديد العمود الفقري.
  4. وضعية الثعبان (Bhujangasana): يحدث فيها الاستلقاء على البطن ورفع الجزء العلوي من الجسم باستخدام الذراعين، بغرض التركيز على تمديد العمود الفقري وتقوية العضلات الظهرية.
  5. وضعية الجسر (Setu Bandha sarvangasana): يتم فيها الاستلقاء على الظهر ورفع الوركين لأعلى لتشكيل جسر بواسطة الكتفين والقدمين. إذ يستهدف هذا الوضع تقوية العضلات الأساسية.
  6. وضعية الفراشة (The Butterfly): ينبغي فيها أن تكون كلتا القدمين مطويتين بالقرب من منطقة الحوض، مع تشبيك اليدين على القدمين كأنهما مقيدين معاً.

نصائح عند ممارسة اليوغا

يوجد بعض النصائح للمساعدة في الحصول على فوائد اليوغا بشكل آمن وفعال:

  1. اختيار المكان المناسب : يجب تحديد مساحة هادئة ونظيفة لممارسة اليوغا، مع التأكد من القدرة على التمدد والحركة بحرية خلالها.
  2. تمارين التحمية: تحتاج اليوغا إلى القيام ببعض تمارين التحمية قبل البدء في وضعياتها الخاصة مثلها مثل أي نوع رياضة آخر.
  3. التنفس الصحيح: يعتبر التنفس الصحيح والعميق خلال ممارسة اليوغا أحد الجوانب الأساسية للحصول على فوائدها.
  4. التمرن بانتظام: يوصى بممارسة اليوغا بانتظام للحصول على أفضل النتائج.
  5. الصبر: تحتاج اليوغا إلى الصبر لتحقيق التقدم، فلا يجب توقع الوصول إلى الاحتراف فيها خلال وقت قصير.
  6. البدء التدريجي: لا يجب البدء بممارسة اليوغا بوضعيات معقدة منذ البداية، بل من الأفضل البدء بالوضعيات الأساسية المبسطة وزيادة صعوبة الوضعيات تدريجياً.
  7. احترام حدود الجسم: يوصى دوماً بالإنصات إلى الجسم والتوقف عن التمرين عند الشعور بأي وضع غير مريح.
  8. استخدام الدعم: يمكن استخدام بعض الأدوات التعليمية مثل الوسائد والأحزمة للمساعدة في الحفاظ على وضعية الجسم المناسبة للتمرين.
  9. عدم المنافسة: تعتبر اليوغا نشاط بدني غير تنافسي، ولذلك يجب تجنب المقارنة مع الآخرين في كل ما يتعلق بجودة تنفيذ الحركات ومدى المرونة والقدرة على التعامل مع الجهد.
  10. الاسترخاء: يفضل القيام بالاسترخاء قبل عشر دقائق من نهاية التدريب، لأن مثل هذا الإجراء يسمح للعضلات والمفاصل والأوتار بالتعافي من عبء الوضعيات المختلفة التي تمت ممارستها أثناء التدريب.
  11. ممارسة اليوغا على معدة فارغة: ينصح بممارسة اليوغا على معدة فارغة لضمان القيام بالتمارين بشكل سهل وأكثر فعالية.

مخاطر ممارسة اليوغا

تعتبر ممارسة اليوغا آمنة عموماً لمعظم الأشخاص، ولكن هناك بعض المخاطر والاحتياطات التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

نذكر منها على سبيل المثال:

  • الإصابات البدنية: يمكن أن تحدث بعض الإصابات في العضلات أو الأوتار أو المفاصل إذا لم يتم تنفيذ التمارين بشكل صحيح، أو إذا تم الاندفاع في التمرين لتجاوز القدرة البدنية الحالية، ولذلك كان من المهم الاستماع إلى الجسم ومعرفة حدوده، وتجنب القيام بالحركات القاسية التي قد تؤدي إلى حدوث الإصابات.
  • الإجهاد الزائد: يمكن أن يحدث الإجهاد الزائد  في حال ممارسة تمارين اليوغا بشكل مفرط أو بدون أخذ استراحات كافية بين التمارين.
  • المشاكل الصحية: تستدعي بعض المشاكل الصحية مثل إصابات الظهر أو المفاصل وأمراض القلب إلى أخذ الاحتياطات وتعديل بعض التمارين أثناء ممارسة اليوغا.
  • التأثير النفسي: قد تؤثر ممارسة اليوغا ببعض الأحيان بشكل سلبي على الحالة النفسية للبعض، ولا سيما المبتدئين، وذلك نتيجة الإجهاد أو الضغط الذي يواجهونه عند القيام بتحديات جديدة في التمارين أو عند التركيز على الصمت والتأمل، ولذلك يجب التحلي بالصبر والرحابة الذهنية أثناء ممارسة اليوغا.

كم مرة في الأسبوع يجب ممارسة اليوغا؟

يعتمد عدد مرات ممارسة اليوغا في الأسبوع على نمط حياة الفرد ومستوى لياقته البدنية، بالإضافة إلى الهدف الذي يطمح إليه من ممارسة اليوغا.

 إذ في حال كان الغرض من اليوغا هو إنقاص الوزن فعندها يجب ممارستها عدة مرات في الأسبوع، أما في حال كان الغرض من اليوغا هو جعلها كنمط حياة أو الاسترخاء فيكفي ممارستها مرة أو اثنين في الأسبوع.

 

الدمج بين اليوغا والتمارين البدنية

يمكن أن يوفر الدمج بين اليوغا والتمارين البدنية فوائد متعددة للجسم والعقل، فبالوقت الذي تهدف فيه التمارين البدنية إلى تعزيز اللياقة والقوة، تهدف اليوغا إلى تحقيق التوازن والانسجام بين العقل والجسم.

ويتم تحقيق هذا الدمج من خلال عدة طرق نذكر منها:

  • إضافة تمارين اليوغا قبل التمارين البدنية: إذ يمكن القيام بتمارين اليوغا مثل تمارين السلامة والتنحيف والانحناءات كجزء من تمارين الإحماء والتمدد قبل بدء التمارين البدنية الرئيسية.
  • دمج تمارين اليوغا مع التمارين البدنية: فعلى سبيل المثال يمكن ممارسة تمارين الدفع ورفع الأثقال مع إضافة تقنيات اليوغا مثل التنفس العميق والتركيز على الوعي الحسي، ما يعزز من تقوية العضلات بشكل أكثر فعالية ويحسن من التوازن والاستقرار.
  • إضافة تمارين اليوغا بعد التمارين البدنية: يمكن القيام بجلسة يوغا للاسترخاء والتجديد بعد الانتهاء من التمارين البدنية، وذلك باستخدام تمارين التنفس العميق والتمارين الهادئة مثل وضعية الجثة المستلقية لتهدئة الجسم والعقل بعد الإجهاد.

دمج اليوغا مع فترات الاستراحة

يمكن انتهاز الفرصة أثناء فترات الاستراحة للحصول على فوائد اليوغا المذهلة بطرقٍ عديدةٍ.

هنا لدينا بعض الطرق التي يمكن استخدامها لتحقيق ذلك:

  • التنفس العميق والتأمل: يمكن القيام بجلسة قصيرة من التنفس العميق والتأمل خلال فترات الاستراحة، وذلك من خلال الجلوس في مكان هادئ ومريح، وإغلاق العينين والبدء بالتركيز على التنفس العميق والإحساس بتدفق الهواء، ثم توجيه الانتباه إلى الجسم وملاحظة الشعور والتوترات الموجودة فيه، للتحرر منها والتخفيف من المشاعر السلبية المتواجدة.
  • تمارين التمدد والاسترخاء: يمكن القيام ببعض التمارين البسيطة للتمدد والاسترخاء في فترات الراحة مثل وضعية القطة، التي تسمح للعمود الفقري بالتحرك بلطف في وضعيتين متتابعتين.
  • اليوغا الهادئة: تساعد أخذ وضعيات اليوغا الهادئة والمريحة، مثل وضعية الجثة المستلقية ووضعية الطفل بالاسترخاء والاستمتاع بالاستراحة.
  • تمارين التأمل الموجهة: يتم فيها الاستماع إلى تسجيلات التأمل التي يمكن الحصول عليها من تطبيقات مخصصة لذلك أو مصادر عبر الإنترنيت، ما يمنح الشعور بالاسترخاء والتهدئة للعقل.
  • تمارين العينين: يمكن القيام بتمارين اليوغا البسيطة للعينين مثل تحريك العينين بلطف في جميع الاتجاهات، وذلك للتخفيف من التوتر وتنشيط الدورة الدموية في منطقة العين بعد قضاء فترات طويلة من العمل على الكومبيوتر أو القراءة.

وفي النهاية نستطيع القول بأن اليوغا هي رحلة شخصية رائعة يمكن من خلالها الكشف عن القدرات الحقيقية للفرد، وتعلم كيفية التحكم بالمشاعر وضبطها  في زمن يملؤه الضغط والتوتر، فهي الطريقة للتواصل مع النفس والعالم الخارجي بشكل أعمق وأكثر توازناً.

لذا لنستغل فوائد اليوغا ونتبناها كنمط حياة من أجل العيش بصحة ورفاهية وسلام داخلي تام.

الأسئلة الشائعة

ما هي أنواع اليوغا المناسبة للمبتدئين؟

هنالك العديد من أنواع اليوغا المناسبة للمبتدئين، إلا أن الهاثا يوغا والفينياسا يوغا تعتبر الأكثر مثالية من بينهم للمبتدئين.

 

هل تساعد اليوغا على زيادة الطول؟

تعد اليوغا من أفضل أنواع الرياضة التي تساعد على زيادة طول الجسم، وذلك من خلال تمارين التوازن والتمطيط التي تتضمنها.

 

كم هي المدة اللازمة لتمارين اليوغا؟

يمكن البدء بتمارين اليوغا لمدة 20-30 دقيقة في اليوم، ثم زيادتها تدريجياً مع تحسن مستوى اللياقة البدنية.

 

هل تساعد اليوغا على شد الوجه؟

يمكن أن تساعد تمارين اليوغا المخصصة للوجه في تقوية عضلات الوجه وتحفيز إنتاج الكولاجين، ما يقلل من ظهور التجاعيد والترهلات.

 

الكاتبة: إلسي كرش

المصادر

SHAPE

Women'sHealth

yoga journal

المدونات الأخيرة

Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry

اليقظة الذهنية واللياقة البدنية
19-03-2024لياقة

اليقظة الذهنية واللياقة البدنية

اليقظة الذهنية واللياقة البدنية | دمج التأمل في روتين اللياقة البدنية الخاص بكِ

اقرء المزيد
أسرار تمارين المشاهير
18-03-2024لياقة

أسرار تمارين المشاهير

أسرار تمارين المشاهير وقدرتهم على الحفاظ على أجسام رشيقة

اقرء المزيد
فوائد اليوغا
18-03-2024لياقة

فوائد اليوغا

فوائد اليوغا | أهم الفوائد العقلية والجسدية لليوغا

اقرء المزيد
التغذية الصحية للرياضيين
18-03-2024صحة وجمال

التغذية الصحية للرياضيين

التغذية الصحية للرياضيين | استراتيجيات فعالة لتعزيز الأداء

اقرء المزيد
آخر البرامج
تحدي رمضان 2025 للإناث
مقاومة ,كارديو
4 اسابيع
41-45 دقيقة
تحدي رمضان 2025 للرجال
مقاومة ,كارديو
4 اسابيع
45-45 دقيقة
اليوم الاضافي
مقاومة
4 اسابيع
42-45 دقيقة
التدريبات الأخيرة
إطالة الصدر واقفاً
الجزء العلوي ,أكتاف ,الأكتاف الخلفية ,...
واقفا
سوبرمان
مات الفيتنس
الجزء العلوي ,الظهر ,ظهر سفلي ,...
أخرى
بلانك جانبي مع برم الجذع
مات الفيتنس
الجزء العلوي ,أكتاف ,الأكتاف الخلفية ,...
أخرى
آخر الوصفات
غرانولا بالزبادي والعسل

هذه الوصفة مثالية لمن يبحث عن وجبة صحية، خفيفة، ومشبعة في نفس الوقت. تحتوي على مزيج من الزبادي الغني بالبروتين، الجرانولا التي تمنحك طاقة مستدامة، وال

0
1
بيتزا الدجاج

هذه البيتزا الصحية تعتبر بديلاً منخفض الكربوهيدرات للبيتزا التقليدية، حيث توفر مزيجًا شهيًا من البروتينات والخضار مع طعم الجبن اللذيذ، مما يجعلها مثال

20
2
مايونيز البيض المسلوق

صوص صحي لذيذ مناسب لجميع وصفات الدجاج ولا غنى عنه مع البطاطا الويدجز الصحية

0
3